شاعرنا تميم البرغوثي في حوار للعرب اليوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تميم البرغوثي في حوار للعرب اليوم



الشاعر تميم البرغوثي لـ " العرب اليوم ":
وجود الفلسطينيين على ارضهم هو فشل للمشروع الصهيوني

كتبت: مشيرة المعلا

مزيج من عمقين عربيين لهما تأثيرهما الكبير في الصمود امام آلة العدوان الصهيونية - الامريكية نصفه فلسطيني الطلة ونصفه الاخر مصري الهوى, شارك في احتفالات يوم الارض فاشعل نيرانا كانت ستطفأ.

يتسم شعره بالمنبرية وبالنقد اللاذع, يكتب من اشكال الشعر ولهجاته العامية الكثير.

الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي التقته "العرب اليوم" في عمان بمناسبة يوم الارض وكان هذا اللقاء.

* كأديب ومبدع فلسطيني ماذا يعني لك يوم الارض؟

- اعتقد ان يوم الارض معناه الرمزية يزداد اهمية على مر الايام وهو عن العلامات الفارقة من الشعب الفلسطيني وادى رسالة ان اهل الارض لا يتنازلون عن ارضهم فعلى مر السنين ويوم بعد يوم يثبت الشعب الفلسطيني فشل المشروع الصهيوني كون الناس بقوا على ارضهم وتزوجوا وتناسلوا وازداد عددهم وضغطوا ضغطا ديمغرافيا على اسرائيل التي كانت ترى الارض ولا ترى سكانها.

كانت لي امسية في الناصرة قبل ايام بمناسبة يوم الارض وقلت ان وجودي هناك ووجود غيري من الادباء والاهالي والاطفال هو بمثابة فشل المشروع الصهيوني فيوم الارض نقيض لهذا المشروع.

* كيف اثر على تجربتك الشعرية وشهرتك الواسعة كونك ابن الاديبة المصرية المعروفة رضوى عاشور وابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي؟

- لقد ولدت في هذا الزمان والمكان وولدت في هذه الثقافة, وولادتي في هذه الاسرة كوني بين اهلي وقومي من ناحية هي نعمة وبركة كون المرء يتعلم من التراث وما سبقه اليه اهله من كتابة وشعر وفن, ومن ناحية اخرى هي تحد لان كل كتابة يزيدها على ذلك لا بد ان تكون زيادة فعلا ولا بد ان تبرر نفسها وان لا تكون تكرارا لذلك ارى ولادتهما لي نعمة كبيرة وتحديا كبيرا, وتعلمت منهما كل شيء تقريبا محبتي للشعر وادراكي لوجود كلام سوى الكلام واعلى من الكلام واسمه الشعر تأتي من والدي عندما كنت اسمعه يقرأ الشعر لوالدتي وانا طفل ادركت ان ثمة كلام ايقاعه مختلف عن الكلام وطقسه غير الكلام وان ذلك الكلام يسمى شعرا حتى انني في سن السادسة كنت احاول ان اقلدهما واحاول ان اخط شيئا اسميه قصائد. اما ولاده والدتي لي فقد اعطتني احساسا كبيرا بالهم العام وبالاستقرار اللازم للكتابة فارتباطي بوالدتي وارتباطي بمصر اعطاني استقرارا لم يكن متاحا لكثير من امثالي من اولاد المشتغلين بالسياسة العربية خصوصا الشأن الفلسطيني. فلذلك لولاهما لما كتبت شعرا.

* درست العلوم السياسية وكتبت في الشأن السياسي فما هي علاقة الشعر بالسياسة وكيف اثرت في قصائدك؟

- باعتقادي ان الشعر هو تعبير عن الذات والذات ذات فردية وذات جماعية ولا يمكن فصل الذات الفردية عن الجماعية ولا يوجد فرد مستقل عن الجماعة حتى اذا اراد ان يعبر عن نفسه باللغة فهو يرتكب فعلا جماعيا لان اللغة مصطلح جماعي ومنتج جماعي فلا يمكن ان يكون الشعر تعبيرا عن فردية لا علاقة لها بالجماعة الا اذا كان الشاعر يقف امام المرآة ويتحدث بلغة لا يفهمها الا هو كأن يتحدث بلغة الاشارة ويتحدث مع نفسه. واول ما يبدأ الشاعر بكتابة لغة مفهومة فهو يكتب لاخرين وبدرجة ما عن الاخرين "وعن الاخرين" ليس بمعنى ان يصفهم بل هي الكتابة نيابة عنهم ويتحدث عنهم وباسمهم وهؤلاء هم ليسوا اخرين بل هم يشبهونه تماما فهو منهم, وأول اوجه الشبه هي اللغة التي يكتب بها, فعلية ارى الشعر فعلا جماعيا بامتياز ودائما اقول عندما اكتب قصيدة اكتبها ثم اقرأها واقرأها من على وجوه المتلقين وتتغير بعد ذلك من على وجوه المستمعين. فالمتلقون يكتبون قصائدي معي. والان العلوم الانسانية عموما هي دراسة التاريخ لهذه الجماعة ومحاولة لفهمها وانا لم ادرس العلوم السياسية لكتابة الشعر ولكن لان اهتمامي بها كاهتمامي بالشعر وجاء من رغبتي لفهم نفسي الفردية الخاصة جدا وبفهم جماعتي وتاريخي.

* تكتب في الهم اليومي والوطن ولك قدرة على وصف الحالات والاشياء فاين المرأة من شعر تميم؟

- انا عادة ما اكتبه اكثر بكثير مما انشر واكثر بما القي فعندي قصائد يدخل فيها هذا الاهتمام او المتعة ولكن حاليا يبدو لي ان موضوع الضغط علي هو هذا الهم الاكبر وهو الهم الجماعي, والكتابة عن الجماعة ليست امرا خارجيا فالهم الخارجي الان مع مجموعة الهموم الداخلية هي الاكثر ضغطا فالمرأة ليست موضوعا بحد ذاتها الا ان كانت امرأة معينة لاكتب عنها.

مشكور
تحياتى