خطاب الوداع

<table style="BACKGROUND-IMAGE: none; BORDER-BOTTOM: #000000 2px ridge; BORDER-LEFT: #000000 2px ridge; BACKGROUND-COLOR: #000000; WIDTH: 100%; BORDER-TOP: #000000 2px ridge; BORDER-RIGHT: #000000 2px ridge"><tr><td style="FILTER: ">




و عاد من جديد الموت بقسوته يفزعني
و حين علم بقوة الامل في داخلي و اصراري على الحياة
اتى هذه المرة بصورة جديدة
بصورة بشعة لم أألفها و ان كنت ألفتُها في بلدي
لم يحدث و ان هجم الموت على سورنا الصغير بهذا الشكل الجبار
أتراه الموت يريد ان يمارس معي انانيته بمطلق الحرية ؟
حين علم ان قلبي مسرحا لاستعراض انانيات البشر
ام انها الدنيا التي تأبى مصالحتي
حين علمت انه من جديد ستنبثق حريتي
و ساعيد مرة اخرى اشعال شمعتي
رويدك علي ايها القاسي الجبار ..
هل نسيت باني اعرف قسوتك و عواصفك ؟
و لكنك لا تعرفني
و هذه الدنيا الفانية ان كانت تآمرت معك على ابادتي





فاخبرها عن لساني
انا يا دنيا مهما تعاندين
و تثيرين علي غبارك
و برياح غدرك بي تعصفين
تبقى روحي ملئى بالحياة
و اتحداك ان كنت لروحي تسلبين
تكالبت علي جراحك و اصبحت
لا تعني لي شيئا تلك السهام التي اياي تصوبين





اعلنتِها يا دنيا علي حربا ضروس
و صرت لاحبتي الواحد تلو الاخر تسلبين
و ازداد مني غيضك نارا
حتى اصبحت لعنفوان الشباب لا تكترثين
و بين المريض و الطفل لا تميزين
و ها انت اليوم من جديد مع الموت علي تتآمرين
و لبراءة الاطفال و ارواحهم الغضة تقتلين
و لاشيائهم و العابهم على الطرقات تبعثرين
و لأمهم المفعمة بالحياة
بدون رحمة يا دنيا تمزقين
و لجديهم يااااااالقساوتك كيف لرؤسهم تقطعين





على رسلك يا دنيا ماذا تصنعين
انا اعلم انك رايتي البيضاء تطلبين
لكني التمس العذر من احبتي الذين غادروني
او الذين اوشكوا على الرحيل
لن ادعك لمآربك تصلين
مهما ابتدعت لي فنونا بالقتال
على روحي يا دنيا لا تنتصرين
و مهما اريتني من غدر الزمان
فانا اعلم جيدا بانه هناك اجمل صور الوفاء
تمويهاً انت اياها علي تخفين
مهما صخبتي حولي بانانية الانسان
فحتما يوجد هنالك الاخلاص و الايثار
فهل تنكرين





و مهما سلبت مني الاحبة و الخلان
فانت على صنع اليأس في داخلي
لا تقدرين
اعترف بان هذه المرة الجرح كثيف
و متشابك كاغصان غاب
و صاخب جدا يخترق الاسماع
و له رياح اثارت كل الغبار
و اعترف بان فعلتك اليوم قبيحة
و جريمة غدرك بهم شنيعة

::

و لكني حين ارى فعل ربي اجد الجمال
ينبثق رغما عنك من بين تلك الدماء و تلك الاوصال
و ارى كيف بسطت رحمة الرحيم لذلك الكمال
حينها يتردد المي و حقا لا اعرف كيف اصف الحال
فتارة تعتليني غيوم الحزن و تارة تبددها شمس الامال
و قبل ان انهي خطابي هناك اعتراف

::

انا رغم ذهابي لمواجهة الامر علني اصدق ما جرى
الا انني لم اصدق رغم كل ما رأيت
و هذه نعمة اخرى للرؤوف اللطيف
يغمرنا بها في حال لو عجز الصبر
فبالله عليك يا دنيا لدي هكذا رب و تدعين
انك علي تنتصرين





و اخيرا خطاب الوداع

امرأة مفعمة بالحيوية و بالشباب
لفقدانك دوي عظيم
و خبر ارتجت له الاسماع
كيف لمثلك ان يتوسد التراب
او يغيب عن الانظار
و من سيأخذ على عاتقه
في المدينة من بعدك خطط الاعمار
و لكن هنيئا لك احتضانك لاطفالك
اللذين لم يبلغوا بعد عمر الازهار
و امك التي ابت الا ان تكون اول الراحلين
كي لا يأكلها الندم بعدكم و تحتار
وابيك الذي كان يرى فيك الحياة

يا خمسة غادروا اول الصباح
و لم يعرفوا ان لديهم مع الموت موعدا و مشوار
هنيئا لكم هذا الاجتماع
و انتقالكم من دارالغدر و الفناء الى دارالاخلاص و القرار

رحمكم الله واسكنكم فسيح جناته









</TD></TR></TABLE>